بعد سنة كاملة من العمل الدؤؤب حان وقت القطاف، فهي دفعت ثمن مواقفها السياسيّة والوطنيّة، لكنّها رفضت الدّخول في المهاترات والتزمت الصمت، تحمّلت حتى حملات التشكيك بوطنيتها، لكن حين حان وقت الحصاد، لم يفت الفنّانة الكبيرة جوليا أن تلتفت إلى الجيش اللبناني بأكثر من مجرّد تحيّة، فريع مشروح "أحبائي" لن يذهب إلى ضحايا حرب تموز فحسب، إذ خصّصت الفنّانة الكبيرة جزءاً منه لذوي ضحايا الجيش، الذي يقدّم شهداءً على مذبح البطولة منذ حرب تموز 2006 إلى حرب مخيم نهر البارد 2007.
في نقابة الصحافة كان الموعد، حيث اجتمع حشد كبير من الإعلاميين والسياسيين، والأهم أن جوليا وحّدت كل وسائل الإعلام اللبنانيّة على اختلاف مشاربها، على منصّتها التي أعلنت من خلالها عن المبلغ الذي جمعته من مشروع "أحبائي"، بعد تاجيل لمؤتمر أكثر من مرة بسبب الظروف التي يمر بها لبنان.
ولعل الدموع التي سالت على وجنتي الملكة جوليا، كانت كفيلة أن تلخص الموضوع بأكمله....دموع امتزجت فيها الذكرى بالعاطفة، الحب بالأسى... شريط حرب تموز الذي يصادف ذكراها اليوم يمر أمام عينيك لمجرد النظر إلى دموعها التي أبكت جميع الحاضرين في نقابة الصحافة اللبنانية، صور أمهات تصرخ تحاول عبثا جمع أشلاء أطفالها الضائعة، صور أطفال يبكون، يبحثون عن الأمان بين الركام والدمار صور الدم صور الشهداء، صور استدرت الدموع رغماً عم كل الحضور في النقابة، لكنّ جوليا اعتذرت عن دموعها التي رأت أنه لم يعد لها قيمة بحسب تعبيرها.
بنبرتها الواثقة، الملتزمة والجادة، أعنلت الفنّانة الكبيرة عن عائدات مشروع أحبائي، التي تخطت كل التوقعات ليحقق ال 3 مليون دولار، توزع بالكامل على عوائل شهداء لبنان حرب تموز.
جوليا مع الزميل بلال مرعي وبما أن المشروع ل"أحبائي"، أوضحت جوليا "أن أحبائي وأحباءنا هم رجال الله في الميدان، هم كل من استبسل للدفاع عنا وحمايتنا دافعاً بذلك أغلى ما يملك"، فكان لا بد لجوليا أن تتخذ موقفاً بشأن الجيش اللبناني وشهدائه...فأعلنت أن جزءً من الملبغ تمّ رصده لتسليمه لقائد الجيش العماد ميشال سليمان ليتولى توزيعه على عوائل شهداء الجيش اللبناني.
لم يغب عن جوليا في تلك المناسبة أن تحيّي المقاومة والجيش اللبناني الباسل الذي يسطر اليوم أسمى عناوين التضحية والشرف والعز.
محاطة بلجنة دعم مشروع أحبائي كما وجهت كلمة شكر الى اللجنة الوطنية لدعم مشروع أحبائي، الرئيس سليم الحص، الشيخ ميخايل الضاهر، الأستاذ طلال سلمان، الاعلامي الكبير غسان بن جدو، الشاعر غسان مطر، الملحن المبدع زياد بطرس والنقيب محمد بعلبكي الذين حضروا جميعا، بعد أن كانوا أعمدة الأساس في هذا المشروع والمشرفين على تنفيذه منذ ولادته وحتى اليوم...كما توجهت بالشكر الى دولة قطر وأميرها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وكذلك الى نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، والى الشعب السوري الذي احتضنها وأقام حفلاً خيرياً جمع من خلاله التبرعات لنفس الغاية..، على أن توزّع كل الأموال قبل الخامس عشر من شهر آب المقبل، أي قبل مرور سنة على انتهاء العدوان.
وكان للنقيب كلمة وصف من خلالها جوليا بالمطربة الثائرة التي طبعت أثرا لا يمحى في نفوس اللنانيين الذين رأوا في المبادرة ما هو أبعد بكثير من الناحية المادية...
القاعة غصّت بأهل الصحافة الذين اشتاقوا الى جوليا التي أجابت برحابة صدر على أسئلتهم،..حيث أعلنت أن حفلة أحبائي ستعرض قريباً، وأنها بدأت الاستعداد لتسجيل أغان جديدة منها أغنية "نقاوم" وانتصر لبنان" ...وأكدت أن توزيع المال سيتم بشكل مباشر من دون وساطة أي حزب أو تيار، وعاهدت جمهورها أنها ستبقى كما كانت، مطربة المقاومة والثورة والضمير الحي مطربة الحب والانسان وصوت من لا صوت لهم...
وكان لافتاً تعليق أحد الحاضرين في المؤتمر "ليت بعض النواب والزعماء اللبنانيين كانوا حاضرين ليتعلموا منك دروساً في الأخلاق والوطنية الحقيقية".
لم تختر لجوليا نفسها قصراً عاجياً، بل غاصت في مشاكل الناس، أحزانهم وآلامهم، منذ أن كان جنوب لبنان محتلاً حيث حملت قضيّته على أكتافها، إلى ما بعد التحرير، إذ بقي لبنان بجنوبه وشماله في قلبها ووجدانها وضميرها.
الإعلامي غسان بن جدو مع رئيس حزب التضامن إميل رحمةالياس صعب زوج جوليا مع الرئيس سليم الحص والنائب السابق مخايل الضاهرشقيق جوليا الملحن زياد بطرس